انطلق مؤخراً خبر وقوع الفنانة هيفاء وهبي في الحب بسرعة توازي سرعة كل الأخبار العديدة التي تنتشر عنها في إرجاء الوطن العربي.
وما بين مؤكد وناف للخبر، تبرز الفنانة هيفاء وهبي بنفسها لتتحدث عن هذا الموضوع للمرة الأولى، بوصفها المصدر الموثوق.. فهل تكون الفنانة هيفاء وهبي احدث عروس يشهدها الوسط الفني قريباً؟
في هذا اللقاء مع هيفاء وهبي صاحبة لقب النجمة الأكثر جماهيرية في لبنان تتحدث عن هيفاء وهبي مع كل ما شكلته من ظاهرة أثارت الجدل من حولها في العالم العربي، متطرقة في الوقت ذاته إلى رأيها بالفنانين والفنانات اللذين يتصدروا اليوم معها الساحة الفنية.
نبدأ معك من آخر إطلالة لك في برنامج "أكيد أكيد مايسترو"، والتي لاقت إعجاب الناس ليس شكلاً فحسب إنما بعمق الثقافة، كيف اكتسبت كل هذا النضج؟
في الوقت الراهن، لا أعرف أن أطلّ وأتحدّث عن نفسي أمام الناس. بمعنى آخر، أخجل من الإطراء على نفسي. ففي السابق، كان ثمة طيش ربما في شخصيتي مثلاً فكنت لا أتوانى عن التحدث عن ذاتي في كل مرة أسأل عن ذلك. لكن بمرور الوقت يشعر الإنسان أنه ليس من اللائق أن يتحدّث بنفسه عن مميزاته أو كل ما يتعلق بشخصيته، لأن ذلك قد يفسّر بالغرور. وصدقاً، ظهرت على المشاهدين في الحلقة على سجيتي. وجاء كلامي وصورتي خير تعبير عن شخصيتي فأنا لم أخطّط مسبقاً للمواضيع التي سأتطرّق إليها.
الأمر الوحيد الذي وضعته نصب عينيّ هو أنني سأطلّ في الحلقة لأتحدّث فقط عن هيفاء. من أجل ذلك، كان لدي تمنٍ على نيشان وهو ألا يتطرّق بالحديث عن أسماء فنانين في الحلقة لأنني لست في وارد إعطاء آرائي بالآخرين. أنا مرتاحة، وصدقاً، صار لدي تصالح مع ذاتي. وهذا ما ظهر للعيان. بالإضافة إلى ذلك، أنا أحبّ كل الناس، ولم أعد أتأثر إذا كان لدى أحدهم شيء ضدي.
ربما لأن اسمك قويّ على الساحة الفنية؟
لا أعرف. فهذا يعتبر نعمة، بالنسبة لي، فالإنسان يتغيّر وينضج ويعاشر أشخاصاً أكبر سناً وقدراً منه في الحياة ويكتسب ثقافة وخبرة . بالإضافة إلى ذلك، هذه هي شخصيتي إذا لم يستفزني أحد. وبمرور الوقت، عوّدت نفسي على المحافظة على هدوئي. كما أنني أجلس مطوّلاً بمفردي منصرفة إما للقراءة أو مشاهدة البرامج. فأحياناً يدخل علي أشخاص فيسألونني مستغربين "أيعقل أن تشاهدي هذا النوع من البرامج أو ذاك؟". أنا لا أفوّت فرصة مشاهدة أي برنامج سواء سياسي أو اجتماعي. فعلى المدى البعيد، نتأثر بطريقة تفكير ضيوف هذه البرامج ونكتسب منهم المعرفة خصوصاً إذا كانوا ذوي تأثير واضح في المجتمع. علماً أنني أستمع للكل حتى لو لم تكن ميولي تنسجم مع أفكار الضيف. ويهمني أن أنصت لحديثه للتعرّف على مختلف وجهات النظر في الحياة.
إذاً، تعترفين انك أصبحت أكثر نضجاً من السابق؟
الحمد لله، عندما يضع الله شخصاً في مكان مميّز ولم يقدّر موقعه جيداً في المقابل فهو لا يستأهل هذه النعمة. وأنا محاطة بأشخاص ينصحونني ويزيدون من معنوياتي. فأنا من الأشخاص الذين يلجأون لأصدقائهم في الحياة. فإذا كنت متضايقة مثلاً من أمر ما وأشعر بقلة الأمان ألجأ فوراً إلى من يمنحونني بصدق القوة والأمان. فيقولون لي مثلاً: "هيفاء لا تتأثري" هؤلاء الأشخاص يمدونني بالقوة. حتى أنني وقبل الإطلالة في برنامج "أكيد أكيد مايسترو" تلقيت رسالة على هاتفي الجوّال من شخص عزيز لدي زادني قوة، وهو المخرج سيمون أسمر وهذا نصّها بالفرنسية: Bon Courage Bonne Chance pour ce soir (حظاً موفقاً لهذه الليلة) وقال لي أيضاً: "أنت قوية وما بينخاف عليكي وتكلمي عن ذاتك كما أنت لأن هذا ما يحبّه الناس لديك". وبعد الحلقة، تلقيت رسالة هاتفية أخرى (رفضت الكشف عن هوية مرسلها) مفادها: "الطفلة الكامنة بداخلك فريدة ومميّزة. وهذا هو سرك". أحياناً لا تحتاج الأمور إلى فلسفة. أنا أطلّ على الناس على طبيعتي. ولا أنكر أنني تغيّرت بأمور كثيرة ولكن حان الوقت والحمد الله لأبيّن نفسي على حقيقتها.
ماذا يجمع هيفاء بـ جورج وسوف؟!
في المقابل، زادت نسبة الفنانات اللواتي يقلّدنك، إلى أي مدى يزعجك هذا الأمر؟
لِمَ سأنزعج؟! فهل ثمة أحد يضايقني شخصياً. هن يحاولن أن يقدّمن عملاً كعملي. ويبقى رأي النقاد والجمهور هو الحكم إن كنّ ينجحن أم لا. هنّ يعتبرنني ربما قدوة فنياً لهن ومعجبات بـ "اللوك" الخاص بي. ولكن ربما لو أن كل واحدة "اخترعت" لشخصيتها شيئاً مميزاًَ كما فعلت أنا لكانت نجحت كثيراً. لأن التقليد سرعان ما يلاحظه الناس. لنأخذ المطرب الأستاذ جورج وسوف، فكم من مقلّد له على الساحة الفنية؟!
هل أنتما متشابهان في هذه الناحية؟
ليتني أكون نقطة في بحره. هو فنان كبير. ولكن ربما لديه شيء مميز في شخصيته يجعله محبوباً لهذه الدرجة، وربما في المقابل أملك جزءاً من هذا الشيء الذي اختصره بـ "الكاريزما" والشعبية.
اللافت أنه وسط تقليدهنّ لك، ينتقدنك أيضاً، ما ردك؟
هذا صحيح، وإلا كيف سيلفتن النظر إليهن؟ هنّ يعشن الأمور هكذا للأسف. وبعضهن وصل الأمر بهن لدرجة الهوس والمرض. وتسألينني ماذا أقول لهن، أنا أدعو لهن بالشفاء. عندما يذكر اسم هيفاء بطريقة عدائية من شخص لديه مشكلة ذاتية في الحياة حوّلته إلى مجروح وعدائي، يعتقد أنه بتهجّمه علي "يفشّ خلقه" (ينفس عن غضبه) معتقداً أنه يلفت النظر إليه. هذه أمور باتت مكشوفة. وأحياناً أرى فنانين يتحدّثون عني أشياء جميلة، فأبادر فوراً للاتصال بهم لشكرهم. فبمقدار ما تسعدني محبة الجمهور لي، أفرح كثيراً لدى تبلّغي خبراً مفاده أن أحد زملائي في الفن أثنى عليّ.
من تحديداً من الفنانين اتصلت به وشكرته؟
بالأستاذ راغب علامة والأستاذ فضل شاكر والفنانة نورهان التي تحدّثت عني مرة في إحدى المجلات بشكل جميل، والفنانة مادلين مطر أيضاً و
غيرهم من الفنانين
تحدّثت بشكل إيجابي في حلقة "أكيد أكيد مايسترو" عن رأيك بأغنية
"لو تعرفوه" للفنانة أليسا، فهل بادلتك بالمثل في إحدى المرات واتصلت بك لتبدي رأيها بعمل جميل لك؟
ليس ضرورياً أن يتشابه كل الناس. نيشان أخذ رأيي بأغنية أجدها جميلة. هناك أشخاص عاجزون عن الاعتراف بالأشياء الجميلة في الحياة بينما أنا لا مشكلة لي بذلك وأعترف بالأمر.
كيف تصفين العلاقة بينكما حالياً؟
لا علاقة بيننا. وأنا أدعو لها بالتوفيق. التقينا مرة على متن الطائرة، فحييت مدير أعمالها أمين أبي ياغي وهي كانت ترافقه وربما لم تحب أن تحييني، فهي حرة. بالنهاية أنا لدي اعتبار لنفسي وأحبّ هيفاء وهبي كثيراً، وإذا لم أحترم ذاتي فمن الطبيعي ألا يحترمني أحد. وأنا أقول ربما لم ترني أليسا.
فأنا لا استطيع لوم أحد أو إطلاق الأحكام عليه. ولكن ذلك لا يمنع أن أعبّر إذ سئلت على الهواء عن رأيي بعمل يعجبني بكل موضوعية وصراحة.
حتى أن الإعلامي نيشان تطرّق بالحديث عن أغنية أليسا عن المبيعات المرتفعة التي حققها ألبومها، ما رأيك؟
سألني عن رأيي بألبومها بأكمله، فقلت له أنا أتحفّظ عن رأيي. وبالتالي، إذا كان لدي رأي ليس فيه الكثير من الإعجاب، فلمَ أفصح عنه؟ أنا أعجبت بهذه الأغنية تحديداً أما الأغاني الأخرى فلم تعجبني كثيراً، وبالتالي لم أحب ذكر ذلك على الهواء.
لقبي أستاذ أو ست يسبقان ذكر أسماء الفنانين كالأستاذ جورج وسوف أو أستاذ راغب علامة أو ست نجوى كرم، فهل تفعلين ذلك كنوع من الاحترام بالرغم من أنك نجمة أيضاً ومتساوية معهم؟
عيب أن أقول عنهم الزميل أو الزميلة وهذه عادة اكتسبتها منذ طفولتي. فأنا أحترم كل من يكون أكبر قدراً وسناً. وهؤلاء الفنانون سبقونني وأهم مني فنياً وأنا لا أقصد هنا الشعبية. ومن الطبيعي أن أحترم تاريخهم ربما يقول لي هذا الفنان أو ذاك ناديني باسمي ولكن احتراماً لقيمته أمام الناس أناديه باللقب. هكذا تعلّمت. (وتذكر ضاحكة) كنت أنادي جيراننا في صغري بـ Tante و"عمّو" وعندما كبرت صاروا يصرخون بوجهي "أوعا بقى (كفّي) تقولين Tante أو عمّو خلص صرت طويلة وتساويننا طولاً".
يتكرّر اسم هيفاء وهبي دائماً في غالبية اللقاءات الفنية التي تجري، كم يساهم اسمك برأيك بإعلاء شأن هذه اللقاءات؟
هذا دليل على مدى وجودي بقوة. وهذا واقع لا يمكن إنكاره. وكل إنسان ينال نصيبه من النجاح حسب مجهوده. أنا فتاة تعبت وبمجهودها وصلت لما آلت إليه اليوم. ولم "يخترعني" مخرج أو اكتشفني منتج.
وماذا عن المهرجان الأخير الذي أحييته في قرطاج في تونس والذي كان لافتاً من حيث الأعداد الهائلة من المتفرجين؟
ترافقت إطلالتي على الجمهور في تونس وشعور الرهبة. فكنت وكأنني أمام امتحان. وفي المناسبة، هذه هي المرة الأخيرة التي أسمح فيها لنفسي بأن أكون في موضع اختبار أمام ذاتي، لأن ذلك يشعرني بالتوتر، فكان قلبي يخفق بقوة وآكل (أقضم) أظافري. وعندما حان موعد إطلالتي على المسرح، عدت خطوتين إلى الوراء وقلت لمديرة أعمالي سينتيا "لست قادرة أنا متوترة" وعندما أطللت أمام الجمهور وكانت الفتيات يصرخن ويبكين، لا أستطيع وصف مدى سعادتي بهذا الشعور الذي كان يخالجني عندما كنت في موقفهن قبل أن أصبح فنانة.
هلا ذكرت لنا أمام أي فنانين كان يغمرك هذا الإحساس قبل أن تصبحي فنانة؟
أمام كثيرين منهم لا سيما عمرو دياب وراغب علامة. علماً أن هذا الشعور لا زال يغمرني إزاء فنانين لم أقابلهم بعد وأحب أن أحضر حفلاتهم كالأستاذ مرسيل خليفة. كنت أحبّ أن أرى عن قرب الست أحلام والست نوال الكويتية. ولا أعرف بما سأحس إذا التقيت السيدة فيروز التي تمتلك هالة عظيمة.
وهل سبق وحضرت حفلات لكل من أحلام ونوال الكويتية؟
التقيت مرة السيدة نوال في صالون للتزيين. أما الست أحلام فكنا نحيي مرة حفلة سوياً العام الفائت واقتربت منها وعبّرت لها عن محبتي لها. وأنا أذوب أساساً بصوتها. وأحياناً كنا نلتقي بالطائرة، وإذا لم تنتبه لوجودي لا أحييها لأنني أحترم خصوصية الفنان عندما يكون مسافراً.
ومن هي الفنانة اللبنانية التي كنت تشعرين تجاهها بالرهبة قبل أن تصبحي فنانة؟
الفنانة مادونا. ومنذ ذلك الحين كنت أتساءل إذا كنت سألتقيها يوماً ما عن كثب لأرى جمالها. وكنت أشهق "أحبس أنفاسي" عطاء ولكنني استغرب لِمَ لا تغني بقوة على الساحة الفنية. وبمقدار ما تتمتع بذوق رفيع تحدّثت عني بطريقة جميلة علناً في السهرة فبادلتها بالمثل. ومن الأصوات التي تعجبني أيضاً الفنانة كارول صقر.
وما بين مؤكد وناف للخبر، تبرز الفنانة هيفاء وهبي بنفسها لتتحدث عن هذا الموضوع للمرة الأولى، بوصفها المصدر الموثوق.. فهل تكون الفنانة هيفاء وهبي احدث عروس يشهدها الوسط الفني قريباً؟
في هذا اللقاء مع هيفاء وهبي صاحبة لقب النجمة الأكثر جماهيرية في لبنان تتحدث عن هيفاء وهبي مع كل ما شكلته من ظاهرة أثارت الجدل من حولها في العالم العربي، متطرقة في الوقت ذاته إلى رأيها بالفنانين والفنانات اللذين يتصدروا اليوم معها الساحة الفنية.
نبدأ معك من آخر إطلالة لك في برنامج "أكيد أكيد مايسترو"، والتي لاقت إعجاب الناس ليس شكلاً فحسب إنما بعمق الثقافة، كيف اكتسبت كل هذا النضج؟
في الوقت الراهن، لا أعرف أن أطلّ وأتحدّث عن نفسي أمام الناس. بمعنى آخر، أخجل من الإطراء على نفسي. ففي السابق، كان ثمة طيش ربما في شخصيتي مثلاً فكنت لا أتوانى عن التحدث عن ذاتي في كل مرة أسأل عن ذلك. لكن بمرور الوقت يشعر الإنسان أنه ليس من اللائق أن يتحدّث بنفسه عن مميزاته أو كل ما يتعلق بشخصيته، لأن ذلك قد يفسّر بالغرور. وصدقاً، ظهرت على المشاهدين في الحلقة على سجيتي. وجاء كلامي وصورتي خير تعبير عن شخصيتي فأنا لم أخطّط مسبقاً للمواضيع التي سأتطرّق إليها.
الأمر الوحيد الذي وضعته نصب عينيّ هو أنني سأطلّ في الحلقة لأتحدّث فقط عن هيفاء. من أجل ذلك، كان لدي تمنٍ على نيشان وهو ألا يتطرّق بالحديث عن أسماء فنانين في الحلقة لأنني لست في وارد إعطاء آرائي بالآخرين. أنا مرتاحة، وصدقاً، صار لدي تصالح مع ذاتي. وهذا ما ظهر للعيان. بالإضافة إلى ذلك، أنا أحبّ كل الناس، ولم أعد أتأثر إذا كان لدى أحدهم شيء ضدي.
ربما لأن اسمك قويّ على الساحة الفنية؟
لا أعرف. فهذا يعتبر نعمة، بالنسبة لي، فالإنسان يتغيّر وينضج ويعاشر أشخاصاً أكبر سناً وقدراً منه في الحياة ويكتسب ثقافة وخبرة . بالإضافة إلى ذلك، هذه هي شخصيتي إذا لم يستفزني أحد. وبمرور الوقت، عوّدت نفسي على المحافظة على هدوئي. كما أنني أجلس مطوّلاً بمفردي منصرفة إما للقراءة أو مشاهدة البرامج. فأحياناً يدخل علي أشخاص فيسألونني مستغربين "أيعقل أن تشاهدي هذا النوع من البرامج أو ذاك؟". أنا لا أفوّت فرصة مشاهدة أي برنامج سواء سياسي أو اجتماعي. فعلى المدى البعيد، نتأثر بطريقة تفكير ضيوف هذه البرامج ونكتسب منهم المعرفة خصوصاً إذا كانوا ذوي تأثير واضح في المجتمع. علماً أنني أستمع للكل حتى لو لم تكن ميولي تنسجم مع أفكار الضيف. ويهمني أن أنصت لحديثه للتعرّف على مختلف وجهات النظر في الحياة.
إذاً، تعترفين انك أصبحت أكثر نضجاً من السابق؟
الحمد لله، عندما يضع الله شخصاً في مكان مميّز ولم يقدّر موقعه جيداً في المقابل فهو لا يستأهل هذه النعمة. وأنا محاطة بأشخاص ينصحونني ويزيدون من معنوياتي. فأنا من الأشخاص الذين يلجأون لأصدقائهم في الحياة. فإذا كنت متضايقة مثلاً من أمر ما وأشعر بقلة الأمان ألجأ فوراً إلى من يمنحونني بصدق القوة والأمان. فيقولون لي مثلاً: "هيفاء لا تتأثري" هؤلاء الأشخاص يمدونني بالقوة. حتى أنني وقبل الإطلالة في برنامج "أكيد أكيد مايسترو" تلقيت رسالة على هاتفي الجوّال من شخص عزيز لدي زادني قوة، وهو المخرج سيمون أسمر وهذا نصّها بالفرنسية: Bon Courage Bonne Chance pour ce soir (حظاً موفقاً لهذه الليلة) وقال لي أيضاً: "أنت قوية وما بينخاف عليكي وتكلمي عن ذاتك كما أنت لأن هذا ما يحبّه الناس لديك". وبعد الحلقة، تلقيت رسالة هاتفية أخرى (رفضت الكشف عن هوية مرسلها) مفادها: "الطفلة الكامنة بداخلك فريدة ومميّزة. وهذا هو سرك". أحياناً لا تحتاج الأمور إلى فلسفة. أنا أطلّ على الناس على طبيعتي. ولا أنكر أنني تغيّرت بأمور كثيرة ولكن حان الوقت والحمد الله لأبيّن نفسي على حقيقتها.
ماذا يجمع هيفاء بـ جورج وسوف؟!
في المقابل، زادت نسبة الفنانات اللواتي يقلّدنك، إلى أي مدى يزعجك هذا الأمر؟
لِمَ سأنزعج؟! فهل ثمة أحد يضايقني شخصياً. هن يحاولن أن يقدّمن عملاً كعملي. ويبقى رأي النقاد والجمهور هو الحكم إن كنّ ينجحن أم لا. هنّ يعتبرنني ربما قدوة فنياً لهن ومعجبات بـ "اللوك" الخاص بي. ولكن ربما لو أن كل واحدة "اخترعت" لشخصيتها شيئاً مميزاًَ كما فعلت أنا لكانت نجحت كثيراً. لأن التقليد سرعان ما يلاحظه الناس. لنأخذ المطرب الأستاذ جورج وسوف، فكم من مقلّد له على الساحة الفنية؟!
هل أنتما متشابهان في هذه الناحية؟
ليتني أكون نقطة في بحره. هو فنان كبير. ولكن ربما لديه شيء مميز في شخصيته يجعله محبوباً لهذه الدرجة، وربما في المقابل أملك جزءاً من هذا الشيء الذي اختصره بـ "الكاريزما" والشعبية.
اللافت أنه وسط تقليدهنّ لك، ينتقدنك أيضاً، ما ردك؟
هذا صحيح، وإلا كيف سيلفتن النظر إليهن؟ هنّ يعشن الأمور هكذا للأسف. وبعضهن وصل الأمر بهن لدرجة الهوس والمرض. وتسألينني ماذا أقول لهن، أنا أدعو لهن بالشفاء. عندما يذكر اسم هيفاء بطريقة عدائية من شخص لديه مشكلة ذاتية في الحياة حوّلته إلى مجروح وعدائي، يعتقد أنه بتهجّمه علي "يفشّ خلقه" (ينفس عن غضبه) معتقداً أنه يلفت النظر إليه. هذه أمور باتت مكشوفة. وأحياناً أرى فنانين يتحدّثون عني أشياء جميلة، فأبادر فوراً للاتصال بهم لشكرهم. فبمقدار ما تسعدني محبة الجمهور لي، أفرح كثيراً لدى تبلّغي خبراً مفاده أن أحد زملائي في الفن أثنى عليّ.
من تحديداً من الفنانين اتصلت به وشكرته؟
بالأستاذ راغب علامة والأستاذ فضل شاكر والفنانة نورهان التي تحدّثت عني مرة في إحدى المجلات بشكل جميل، والفنانة مادلين مطر أيضاً و
غيرهم من الفنانين
تحدّثت بشكل إيجابي في حلقة "أكيد أكيد مايسترو" عن رأيك بأغنية
"لو تعرفوه" للفنانة أليسا، فهل بادلتك بالمثل في إحدى المرات واتصلت بك لتبدي رأيها بعمل جميل لك؟
ليس ضرورياً أن يتشابه كل الناس. نيشان أخذ رأيي بأغنية أجدها جميلة. هناك أشخاص عاجزون عن الاعتراف بالأشياء الجميلة في الحياة بينما أنا لا مشكلة لي بذلك وأعترف بالأمر.
كيف تصفين العلاقة بينكما حالياً؟
لا علاقة بيننا. وأنا أدعو لها بالتوفيق. التقينا مرة على متن الطائرة، فحييت مدير أعمالها أمين أبي ياغي وهي كانت ترافقه وربما لم تحب أن تحييني، فهي حرة. بالنهاية أنا لدي اعتبار لنفسي وأحبّ هيفاء وهبي كثيراً، وإذا لم أحترم ذاتي فمن الطبيعي ألا يحترمني أحد. وأنا أقول ربما لم ترني أليسا.
فأنا لا استطيع لوم أحد أو إطلاق الأحكام عليه. ولكن ذلك لا يمنع أن أعبّر إذ سئلت على الهواء عن رأيي بعمل يعجبني بكل موضوعية وصراحة.
حتى أن الإعلامي نيشان تطرّق بالحديث عن أغنية أليسا عن المبيعات المرتفعة التي حققها ألبومها، ما رأيك؟
سألني عن رأيي بألبومها بأكمله، فقلت له أنا أتحفّظ عن رأيي. وبالتالي، إذا كان لدي رأي ليس فيه الكثير من الإعجاب، فلمَ أفصح عنه؟ أنا أعجبت بهذه الأغنية تحديداً أما الأغاني الأخرى فلم تعجبني كثيراً، وبالتالي لم أحب ذكر ذلك على الهواء.
لقبي أستاذ أو ست يسبقان ذكر أسماء الفنانين كالأستاذ جورج وسوف أو أستاذ راغب علامة أو ست نجوى كرم، فهل تفعلين ذلك كنوع من الاحترام بالرغم من أنك نجمة أيضاً ومتساوية معهم؟
عيب أن أقول عنهم الزميل أو الزميلة وهذه عادة اكتسبتها منذ طفولتي. فأنا أحترم كل من يكون أكبر قدراً وسناً. وهؤلاء الفنانون سبقونني وأهم مني فنياً وأنا لا أقصد هنا الشعبية. ومن الطبيعي أن أحترم تاريخهم ربما يقول لي هذا الفنان أو ذاك ناديني باسمي ولكن احتراماً لقيمته أمام الناس أناديه باللقب. هكذا تعلّمت. (وتذكر ضاحكة) كنت أنادي جيراننا في صغري بـ Tante و"عمّو" وعندما كبرت صاروا يصرخون بوجهي "أوعا بقى (كفّي) تقولين Tante أو عمّو خلص صرت طويلة وتساويننا طولاً".
يتكرّر اسم هيفاء وهبي دائماً في غالبية اللقاءات الفنية التي تجري، كم يساهم اسمك برأيك بإعلاء شأن هذه اللقاءات؟
هذا دليل على مدى وجودي بقوة. وهذا واقع لا يمكن إنكاره. وكل إنسان ينال نصيبه من النجاح حسب مجهوده. أنا فتاة تعبت وبمجهودها وصلت لما آلت إليه اليوم. ولم "يخترعني" مخرج أو اكتشفني منتج.
وماذا عن المهرجان الأخير الذي أحييته في قرطاج في تونس والذي كان لافتاً من حيث الأعداد الهائلة من المتفرجين؟
ترافقت إطلالتي على الجمهور في تونس وشعور الرهبة. فكنت وكأنني أمام امتحان. وفي المناسبة، هذه هي المرة الأخيرة التي أسمح فيها لنفسي بأن أكون في موضع اختبار أمام ذاتي، لأن ذلك يشعرني بالتوتر، فكان قلبي يخفق بقوة وآكل (أقضم) أظافري. وعندما حان موعد إطلالتي على المسرح، عدت خطوتين إلى الوراء وقلت لمديرة أعمالي سينتيا "لست قادرة أنا متوترة" وعندما أطللت أمام الجمهور وكانت الفتيات يصرخن ويبكين، لا أستطيع وصف مدى سعادتي بهذا الشعور الذي كان يخالجني عندما كنت في موقفهن قبل أن أصبح فنانة.
هلا ذكرت لنا أمام أي فنانين كان يغمرك هذا الإحساس قبل أن تصبحي فنانة؟
أمام كثيرين منهم لا سيما عمرو دياب وراغب علامة. علماً أن هذا الشعور لا زال يغمرني إزاء فنانين لم أقابلهم بعد وأحب أن أحضر حفلاتهم كالأستاذ مرسيل خليفة. كنت أحبّ أن أرى عن قرب الست أحلام والست نوال الكويتية. ولا أعرف بما سأحس إذا التقيت السيدة فيروز التي تمتلك هالة عظيمة.
وهل سبق وحضرت حفلات لكل من أحلام ونوال الكويتية؟
التقيت مرة السيدة نوال في صالون للتزيين. أما الست أحلام فكنا نحيي مرة حفلة سوياً العام الفائت واقتربت منها وعبّرت لها عن محبتي لها. وأنا أذوب أساساً بصوتها. وأحياناً كنا نلتقي بالطائرة، وإذا لم تنتبه لوجودي لا أحييها لأنني أحترم خصوصية الفنان عندما يكون مسافراً.
ومن هي الفنانة اللبنانية التي كنت تشعرين تجاهها بالرهبة قبل أن تصبحي فنانة؟
الفنانة مادونا. ومنذ ذلك الحين كنت أتساءل إذا كنت سألتقيها يوماً ما عن كثب لأرى جمالها. وكنت أشهق "أحبس أنفاسي" عطاء ولكنني استغرب لِمَ لا تغني بقوة على الساحة الفنية. وبمقدار ما تتمتع بذوق رفيع تحدّثت عني بطريقة جميلة علناً في السهرة فبادلتها بالمثل. ومن الأصوات التي تعجبني أيضاً الفنانة كارول صقر.